نام کتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ نویسنده : محيسن، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 304
أو يرجع عما يقرأ
به من هذه الشواذ المنكرة التي تخالف رسم المصحف ، وأنكر ذلك جميع من حضر المجلس
من القضاة ، والفقهاء والقراء وأشاروا بعقوبته ، ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع عن
رأيه ، فأمر الوزير ـ ابن مقلة ـ بتجريده من ثيابه وضربه بالدّرة على قفاه ، فضرب
نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر واستغاث ، وأذعن بالرجوع والتوبة ، فخلى عنه ،
وأعيدت عليه ثيابه ، واستتيب وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة ، ا هـ [١].
وهكذا كانت حادثة
« ابن شنبوذ » رادعا لكل من تريد له نفسه الخروج عن إجماع المسلمين ومحاولة
القراءة بغير ما تواتر واشتهر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
حكم القراءة بالشاذ
فإن قيل : نريد
بيان آراء العلماء في حكم القراءة بالشاذ. أقول : قبل الدخول في تفصيل ذلك يجدر بي
أن أبين تعريف الشاذ فأقول : يقال : شذّ عنه يشذّ شذوذا بمعنى ندر عن جمهوره ،
وشذاذ الناس : الذين يكونون في القوم ليسوا في قبائلهم ولا منازلهم [٢].
من هذا يتبين أن
مادة « شذذ » تدور حول الندرة ، والتفرد ، والقلة ، والغرابة ، والتفرق. أما عن
بيان حكم القراءة بالشاذ فأقول وبالله التوفيق : من يتابع أقوال العلماء في ذلك ،
وأقوال الفقهاء في هذه القضية يستطيع أن يحكم بأن هناك شبه إجماع من علماء
المسلمين على أنه تحرم القراءة بالشاذ في الصلاة وغيرها.