الإمام الحجة ،
الثقة الثبت ، صاحب الرواية المشهورة في الآفاق ، ويقرأ بها الآن معظم المسلمين في
شتى أنحاء العالم.
وهو حفص بن سليمان
بن المغيرة أبو عمرو بن أبي داود الأسدي الكوفي ، ولد حفص سنة تسعين من الهجرة.
وقد أخذ حفص القراءة عرضا وتلقينا على « عاصم ابن أبي النّجود » الإمام الخامس من
الأئمة العشرة.
قال « الداني » :
وقد أخذ « حفص » قراءة عاصم تلاوة. ونزل « بغداد » فأقرأ بها ثم رحل إلى مكة وجاور
بها ، فأقرأ الناس بقراءة « عاصم » ولا زال المسلمون حتى الآن يتلقون قراءة « حفص
» بالرضا والقبول ، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن قراءة « حفص » من أشهر الروايات في
شتى بقاع الدنيا.
ومما تجدر الإشارة
إليه أن قراءة « حفص » صحيحة ومتصلة السند بالهادي البشير عليه الصلاة والسلام ،
لأنها ترتفع إلى الإمام « عليّ بن أبي طالب » رضياللهعنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقد كان « حفص » رحمهالله مدرسة وحده ، فقد تلقى عليه القراءة عدد كثير منهم : عمرو بن الصباح ، وأخوه
عبيد بن الصباح ، وأبو شعيب القواس ، وحمزة ابن القاسم ، وحسين بن محمد المروذي ،
وخلف الحدّاد ، وغير هؤلاء كثير. وقد
[١] انظر ترجمته
فيما يأتي : ـ التاريخ الكبير ٢ / ٣٦٣ ، والجرح والتعديل ٣ / ١٧٣ ، والكاشف ١ /
٢٤٠ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٥٨ ، ومرآة الجنان ١ / ٣٧٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ /
١٤٠ ، وغاية النهاية ١ / ٢٥٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٠٠ ،
وشذرات الذهب ١ / ٢٩٣ ، وانظر « تهذيب الكمال ».
نام کتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ نویسنده : محيسن، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 210