وقال العلاّمة المجلسي : (حديث الغرانيق من الخرافات التي روتها العامّة ، وهو موضوع مما لا أصل له ، والعجب من علماء أهل السنّة كيف رووه في كتبهم وفيه إزراء شنيع للرسول المطهّر 9 ، وهتك لقداسته وحرمته ، فكيف يجوز لمسلم آمن باللّه وعرف رسوله وصدقه أن يتفوّه بمثل هذا الكلام في حقّ النبي 9 الذي لا ينطق إلاّ عن الوحي ، ولا يفعل إلاّ ما فيه رضا الربّ ـ إلى أن قال ـ نعوذ باللّه من الضلال والخذلان واتباع وساوس الشيطان) [٢].
وقال السيد الطباطبائي في الميزان : (الأدلّة القطعية على عصمته 9 تكذب متنها وإن فرضت صحّة سندها ، فمن الواجب تنزيه ساحته المقدّسة عن مثل هذه الخطيئة) [٣].
وخصص السيد مرتضى العسكري في كتابه أحاديث عائشة مساحة واسعة لمناقشة تلك الخرافة بل السخافة التي صارت مدعاة لهجوم المستشرقين على نبينا 9[٤].
[١] الرواشح السماوية / المحقّق الداماد : ١٩٧. [٢] بحار الأنوار / العلاّمة المجلسي ٧ : ٥٦ واستدلّ على بطلان سخافة تلك القصّة مطوّلاً. [٣] الميزان في تفسير القرآن ١٤ : ٣٩٦ ، وقد ذكرنا من صحيح رواية الغرانيق الباطلة من علماء الحشوية ، وإليهم يشير الشيخ محمود أبو ريه في أضواء على السنّة المحمدية : ٢٨٣ بقوله : (فتعدّد الطرق في مسألة مقطوع ببطلانها شرعاً كمسألة الغرانيق أو عقلاً لا قيمة له ، لجواز اجتماع تلك الطرق على الباطل). [٤] أحاديث عائشة / السيد مرتضى العسكري : ٣٠٦ وما بعدها.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 55