نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 49
كما أن سياق الآيات التي تتحدث عن الشيطان وأفعاله وآثاره في العالم الإنساني من وحي ووسوسة وتزيين وإزلال وفتنة .. إلخ ، يدل على أن هذه الآثار تتم دون معاينة ومباشرة رؤية أو حتى إدراك أن مصدرها هو الشيطان إلاّ ماكان من ذلك مع الأنبياء : فإنّ لهم حالاً مختلفة عن عامة البشر كما سنبيّنه.
قال ابن عباس .. (هم يرون بني آدم وبنو آدم لا يرونهم) [١].
وقد قيل تفريقا عن شيطان الإنس ، إن شيطان الجن يوسوس ولا تراه معاينة [٢]. بخلاف شيطان الإنس الذي هو من الناس ، وعليه يحمل قول بعض الصحابة : (إنّ لي شيطاناً يعتريني) [٣] ، إذ كيف علم بأنه يعتريه لو لم يره عياناً ويصحبه؟!
وعن قتادة أنه قال : «واللّه إن عدوا يراك ولا تراه لشديد المؤونة إلاّ من عصم اللّه» [٤].
ثالثا ـ الوحي ودعاوى إلقاء الشيطان
ترد هنا نقطة مهمة لابد من جلائها وهي أن حال الأنبياء : في تأثير الشيطان وإلقائه مختلف عن حال سائر البشر في مدى قوة هذا التأثير ونوعه
[١] مجمع البيان / الطبرسي ٨ : ٤٠٩. [٢] جامع البيان / الطبري ٣٠ : ٢٢٩. [٣] المصنّف / عبد الرزاق ١١ : ٢٢٦ / ٢٠٧٠١ ، والطبقات الكبرى / ابن سعد ٣ : ٢١٢ ، والإمامة والسياسة / ابن قتيبة الدينوري ١ : ٢٤ ، وتاريخ مدينة دمشق / ابن عساكر ٣٠ : ٣٠٣ و ٣٠٤ ، والبداية والنهاية / ابن كثير ٦ : ٣٣٤ وقد اتفقت هذه المصادر كلّها على نسبة هذا القول لأبي بكر وأنّه قاله على المنبر في اليوم الأوّل من سلطته!! [٤] مجمع البيان ٨ : ٤٠٩.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 49