والآية في ظاهرها دالة على هذا الشمول ، إذ تضمنت تحديدا وحصرا لصور تكليمه تعالى للبشر بهذه الصور الثلاث لا غيرها ، ومن ذلك يستنتج ملاحظات هامة حول هذا الوحي مرت من قبل ويمكن إجمالها في الآتي :
١ ـ إن جميع الأنبياء والمرسلين قد أوحي إليهم بأحد أشكال هذه الصورة من الوحي بلا واسطة ، ومما يدل على ذلك قوله تعالى : «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنَا دَاوُود زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيماً» [٢]. وقد دلّ ظاهر الآية على شمول الوحي بهذه الصورة لرسل لم يذكروا في الآية ورسلاً آخرين لم يسبق أن قصهم القرآن على الرسول 9.
٢ ـ إن هذا الوحي وبالتحديد الذي له يخرج عن التخصيص بالأنبياء : إلى ما ذكر من الوحي لغيرهم كلم موسى والحواريين.
٣ ـ إن كون الأنبياء : ألقي إليهم بهذه الصورة لايلزم منه عدم الوحي إليهم بأحد الصور الأخرى للوحي كإرسال الرسول الملكي ، وهي صورة تلقّى بواسطتها الوحي كثير من الأنبياء : ، حيث جمع بعض الرسل بين أكثر من صورة من صور الوحي.
٤ ـ إن هذا الوحي بالطرق الواقعة ضمنه خرج عن الانتساب إلى
[١] انظر : الميزان / الطباطبائي ١٨ : ٧٥. [٢] سورة النساء : ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 110