نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 104
الحواس وهذه الحالة هي من حالات النبوة وبها يتلقّى النبيّ الشريعة الإلهيّة) [١].
وتميّز النبي خصيصة أخرى يختلف بها عن سائر البشر ، إذ الإنسان في حالة الاتصال بعالم الغيب لابد له من الخروج عن القيود التي تربطه بعالمه المحدود المادي ، أما النبي فهو لا يحتاج إلى الخروج من عالم الجسد المادي إلى عالم الروح الغيبي من أجل إدراك الغيب والإطلاع عليه من خلال تلقي الوحي [٢].
ويحدد الفخر الرازي الخصائص المميزة لقوى النبي بثلاث :
أحدها : في قوته العاقلة وهو أن يكون كثير المقدمات ، سريع الانتقال منها إلى المطالب من غير غلط يقع له فيها.
ثانيها : في قوته المتخيلة وهو أن يرى في حال يقظته ملائكة اللّه تعالى ، ويسمع كلام اللّه ، ويكون مخبرا عن المغيبات الكائنة والماضية والتي ستكون.
ثالثها : أن تكون نفسه متصرفة في مادة هذا العالم فيقلب العصا ثعبانا والماء دما ، ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن اللّه ... إلخ [٣].
وبهذه القدرات والقوى والملكات تكاملت النفوس النبوية وصارت أوعية نقية مهيأة لتلقي الفيض الإلهي وللاختصاص بنعم وألطاف لم يكن لغيرهم إليها من سبيل تمثّلت بـ (الوحي والتكليم ونزول الروح والملائكة
[١] القرآن في الإسلام / الطباطبائي : ٩٠. [٢] الوحي المحمدي / محمد رشيد رضا : ١٨٠. [٣] المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات / الفخر الرازي ٢ : ٥٢٣ ، مكتبة الأسدي ، طهران (١٩٦٦م).
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 104