البحث الأوّل : في مدرك القاعدة ، وبيان معناه المراد. وهو ـ بعد إجماع الأمة عليها في الجملة ، بين الخاصّة والعامّة ـ الأخبار المستفيضة ، بل عن فخر الإسلام [١] دعوى تواتر الأخبار على نفي الضرر والضرار.
منها : ما اشتهر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حكاية سمرة بن جندب ، وروى عنه بألفاظ مختلفة في أسانيد متكثرة.
ففي موثقة ابن بكير [٢] ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ سمرة بن جندب كان له عذق [٣] في حائط لرجل من الأنصار ، وكان منزل الأنصاري بباب البستان ، وكان يمرّ به إلى نخلته ، ولا يستأذن ، وكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة ، فلما أبى ، جاء الأنصاري إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فشكى إليه ، فأخبر الخبر ، فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخبر بقول الأنصاري وما شكاه ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا أردت الدخول فاستأذن! » فأبى ، فلما أبى ، ساومه حتى بلغ من الثمن إلى ما شاء الله ، فأبى أن يبيعه ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لك بها عذق مذلّل في الجنّة » فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأنصاري : اذهب ، فاقلعها وارم بها ، فإنّه لا ضرر ولا ضرار ».
وفي رواية ابن مسكان [٤] ـ وهي قريبة من الموثقة ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّك رجل مضارّ ، ولا ضرر على مؤمن ».
وفي رواية الحذاء [٥] ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، مثل ذلك ، إلّا أنّه ليس فيها لفظ الضرر
[١] إيضاح الفوائد ٢ : ٤٨. [٢] وسائل الشيعة ٢٥ : ٤٢٨ ، الباب ١٢ من أبواب إحياء الموات ، الرواية ٣٢٢٨١. [٣] العذق : النخلة بحملها. [٤] الفقيه ٣ : ٥٩ ، ح ٢٠٨. [٥] وسائل الشيعة ٢٥ : ٤٢٧ ، الرواية ٣٢٢٧٩.