الحقّة ، مما يقصد به الترغيب إلى الله تعالى ، والسوق الى الجنة ، ومذاكرة نعم الله سبحانه وفناء الدنيا وأمثال ذلك. والأوجه فيه الجواز أيضا للأصل السالم عن المعارض المعلوم ، مضافا إلى ظهور مرسلة الفقيه المتقدّمة [١] فيه بالتقريب المذكور.
تتميم : كما يحرم التغني ، يحرم استماعه اجماعا ، له ، وللمستفيضة المانعة عن بيع المغنّيات ، وشرائهن ، المحمول على قصد التغنّي به ، حسب ما مرّ.
وظاهر أنّ المقصود ـ حينئذ ـ استماع الغناء منهنّ ، لا التغنّي لأنفسهنّ ، لحصوله قبل البيع أيضا ، وخصوص رواية الطاطري [٢] المتقدّمة ، بما في آخرها من قوله عليهالسلام : واستماعهنّ نفاق. وقريبة منها الأخرى ، ومرسلة المدني [٣] ، سئل عن الغناء ، وأنا حاضر. فقال : « لا تدخلوا بيوتا الله سبحانه معرض عن أهلها ، فإنّها ظاهرة في كون النهي باعتبار استماع الغناء ، في بيوت يتغنّى فيها.
ويؤيّده رواية عنبسة : « استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب » [٤] والخبر العامّي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من ملأ مسامعه من الغناء ، لم يؤذن له أن يسمع صوت الروحانيين يوم القيامة » قيل : وما الروحانيون يا رسول الله؟ فقال : « قراءة أهل الجنة » [٥].
ولا يشترط في حرمة استماع الغناء حرمته على المغنّي ، فلا يجوز استماعه من غير المكلّف ، وإن لم يكن عليه إثم ، لصدق الغناء ، فيعمّه دليله.
[١] قرب الإسناد : ٢٩٤ ، الحديث ١١٥٨. [٢] وسائل الشيعة ١٧ : ١٢٤ ، الباب ١٦ من أبواب ما يكتسب به ، الرواية ٢٢١٥٥. [٣] نفس المصدر ١٧ : ٣٠٦ ، الباب ٩٩ من أبواب ما يكتسب به ، الرواية ٢٢٦٠٥. [٤] الكافي ٦ : ٤٢٤ ، باب الغناء ، الحديث ٢٣. [٥] مجمع البيان ٨ : ٣١٤ ، ذيل الآية ٦ من سورة لقمان.