( قدسسره ) [١] وصاحب شرح المطالع [٢] فذهبوا إلى التركيب.
ويجب علينا أوّلاً تحقيق الأمر في أنّ المفاهيم الاشتقاقية بسيطة أو مركّبة؟
ثمّ على تقدير التركيب فهل هي مركبة من مفهوم الشيء والمبدأ أو من واقعه؟
فنقول : الصحيح هو أنّها مركبة لا بسيطة ، وتركّبها إنّما هو لأخذ مفهوم الشيء فيها ، فلنا دعويان :
الاولى : أنّ مفاهيم المشتقات مركبة وغير بسيطة.
الثانية : أنّها مركبة من مفهوم الشيء ، لا من مصداقه.
وأمّا دعوى أنّها مركبة من المبدأ ومصداق الشيء والذات فهي باطلة جزماً ، وذلك لاستلزامها أن يكون المشتق من متكثر المعنى ، فانّ الذوات متباينة بالضرورة ، فإذا قلنا : زيد قائم ، والجدار قائم ، والصلاة قائمة فالذات المأخوذة في كل واحدة من هذه الجمل مباينة للذات المأخوذة في غيرها ، فإذا كان المأخوذ في مفهوم المشتق هو واقع الذات لتكثر مفهوم القائم لا محالة ، فلا مناص من أن يكون الوضع عاماً والموضوع له خاصّاً ، وهذا مخالف للفهم العرفي يقيناً ، وقد قدّمنا سابقاً [٣] أنّ المشتقات كالجوامد وضعت لمعنى عام ، فيكون الموضوع له فيها كالوضع عاماً ، فلا تكون من متكثر المعنى ، كما أنّ الجوامد لم تكن معانيها متكثرة.
وعليه فالأمر دائر بين بساطة المفاهيم الاشتقاقية ، وأخذ مفهوم الشيء
[١] نهاية الدراية ١ : ٢١٦ وما بعدها. [٢] شرح المطالع : ١١. [٣] في ص ٢٦٣ ولاحظ ص ٩١ أيضاً.