responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 709

ومن سورة الناس

٨٨٨ ـ قوله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ) [ ١ ـ ٤ ] يدل على أن وسوسة الشيطان تدعو العبد إلى المعصية ، ويكون عنده أقرب إليها ، لأنه لو لم يكن الأمر كذلك ، وكان ما يختاره خلقا لله تعالى ، لم يكن للوسوسة تأثير ، ولا كان شرا يستعاذ منه ، لأنه تعالى إن خلق فى العبد ما دعاه إليه فلا بد من وجوده ، كانت الوسوسة أم لم تكن ، وإن لم يخلقه فكمثل ، فإنما يصح ذلك على قولنا.

٨٨٩ ـ وقوله تعالى : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) [ ٥ ـ ٦ ] يدل على أن الشيطان لا يفعل إلا الدعاء الخفى إلى المعصية ، وأن العاصى هو المختار لذلك عند الدعاء ، والملام عليه ، ولذلك جمع بين الجنّة والناس ، ومعلوم من حال الناس أنهم لا يضطرون إلى أمر عند الدعاء ، وإنما يحصل منهم الترغيب والتزيين ، ويكون القابل منهم أتى من قبل نفسه ، لا من قبلهم ، فكذلك الشيطان. وكما يجوز أن يكون الإنسان موسوسا لغيره ، وإن لم يفعل فى داخل صدره شيئا ، لكنه لما سمّعه القول وكان موضع إدراك القول يقرب من الصدر ، صح أن يقال : وسوس فى صدره ؛ فكذلك القول فى الشيطان ، فلا يدل ذلك على أن الشيطان يدخل صدر الإنسان ، كما لا يدل مثله فى الإنسان.

تم المتشابه بحمد الله ومنه

بلغت المعارضة على نسخة العراق

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 709
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست