نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 698
ومن سورة لم يكن
٨٦٤ ـ قوله تعالى : ( وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ ) [٥] يدل على أنه تعالى أراد بأمر جميعهم وبتكليفهم أن يعبدوه ، وقد دخل فى ذلك الكافر والمؤمن. وهذا فى باب الدلالة على ما قلناه أقرب من قوله : ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )[١] لأن هناك ذكر الخلق دون الأمر والتكليف ، وقد يخلق تعالى لا للعبادة ، ولا يأمر ويكلف إلا للعبادة.
٨٦٥ ـ وقوله تعالى : ( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) يدل أيضا على قولنا فى العدل ؛ لأن إخلاص العبادة له هو أن يقصد العبد بما يفعله من الطاعة عبادته ؛ لا يتخذ معه فى ذلك شريكا ، فيكون عابدا له وحده ، وهذا يقتضى أنه قادر على أن يفعل العبادة على وجه الإخلاص ، وعلى خلافه.
٨٦٦ ـ وقوله تعالى : ( حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [٥] يدل على أن جميع ذلك دين ، وقد دل تعالى أن الإسلام هو الدين بقوله : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ )[٢] وذلك يوجب أن الدين والإسلام : هما سائر الواجبات والطاعات ، وكذلك الإيمان ، لأنه تعالى قد بين بقوله : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )[٣] [ و ] دل على أن الإيمان هو الإسلام ، لأنه لو كان غيره ، لم يقبل منه ، وذلك فاسد.
[١] الآية : ٥٦ من سورة الذاريات. [٢] الآية ١٩ من سورة آل عمران. [٣] الآية : ٨٥ من سورة آل عمران.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 698