نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 692
ومن سورة الليل
٨٥١ ـ قوله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) [ ٥ ـ ٧ ] لا يدل على أنه تعالى ييسر لمن هذا حاله الإيمان فقط ، ولمن كذب بالحسنى الكفر فقط ، و [ ذلك ] لأن المراد باليسرى غير مذكور مفسّر ، ويحتمل أن يراد به الإيمان ، ويحتمل أن يراد به الثواب ، فلا ظاهر له فى هذا الوجه الذى قالوه.
والمراد به : الثواب والعقاب ، فبين تعالى أن من اتقى وصدق بالحسنى ، فسنعد له اليسرى الذى هو الثواب ، ونعد لمن كذب بالحسنى العقاب.
٨٥٢ ـ وقوله تعالى : ( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) [ ١٤ ـ ١٦ ] فلا يدل على أنه لا يدخل النار إلا الكافر ، على ما يقوله الخوارج وبعض المرجئة ، وذلك لأنه تعالى ذكر تلك النار ولم يعرفها ، فالمراد بذلك نارا من جمل النيران ، لا يصلاها إلا من هذا حاله ؛ لأن من النيران دركات ، على ما بينه تعالى فى سورة النساء فى شأن المنافقين [١] ، فمن أين أن غير هذه النار لا يصلاها قوم آخرون من كفار وفساق؟. وبعد ، فإن ذلك يوجب أن لا يدخل النار إلا من كذّب وتولى وجمع بين الأمرين ، ولا بد للقوم من القول بخلافه ، لأنهم يوجبون النار لمن يتولى عن كثير من الواجبات وإن لم يكذّب.
[١] قال تعالى :[ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ] الآية : ١٤٥.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 692