responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 637

ومن سورة الرحمن

٧٣٩ ـ أما قوله تعالى : ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) [ ١ ـ ٤ ] [ فإنه لا يدل على قولهم فى المخلوق ـ لأن الله أضاف إلى نفسه تعليم البيان ] [١] والقرآن ـ لأن العلم بهذين ضرورى ، ولا يمكن إلا من قبله تعالى ، فأما العلم بالقرآن ، فهو الحفظ له على الوجه الذى يمكنه أن يؤديه ويتلوه. وأما العلم بالبيان ، فهو العلم بكلام العرب ، ومواضعتها ، ومواقع فائدته ، وذلك كله ضرورى يحصل بالعادة ، فلا يمتنع من إضافتها جميعا إلى الله تعالى على الحقيقة ، وذلك يدل على حدث القرآن ؛ لأن تعلمه إنما هو طريقة الحفظ لترتيبه ، وذلك يقتضى حدثه. ولا يجب من حيث فصل بين القرآن وبين الإنسان ، فوصفه بأنه علمه ، والإنسان بأنه خلقه ، أن يدل فى ذلك على أن القرآن ليس بمخلوق ، على ما زعمه بعض الجهال ، وذلك لأن كون الشيء موصوفا لا يمتنع من أن يختص بصفة أخرى. فما الذى يمنع من أن يكون تعالى خلق الأمرين ، وإن كان فى هذه الآية لم يذكر إلا خلق الإنسان؟!

وكان يجب على هذه الطريقة أن يكون البيان غير مخلوق أيضا ، لأنه تعالى فرق بينه وبين الإنسان. وكان يجب مثل ذلك فى سائر الأجسام ؛ من حيث خص تعالى الإنسان بالذكر. وهذا فى نهاية البعد.

٧٤٠ ـ وأما قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) [ ٢٦ ـ ٢٧ ] فلا يدل على إثبات وجه له ، تعالى عن قولهم ، وذلك لأن الوجه قد يراد به ذات الشيء. وعلى هذا تقول العرب : هذا وجه الرأى ، ووجه الأمر ، ووجه


[١] خرم فى الأصل. على أن القاضى رحمه‌الله يستدل بالآية ، من وجه آخر ، على حدث القرآن.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست