responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 626

ومن سورة ق

٧١٧ ـ دلالة : قوله : ( قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ) [ ٢٨ ـ ٢٩ ] يدل على أن الوعيد الوارد عن الله لا يتبدل ولا يتغير. وأنه لا يجوز أن يكون فيه إضمار وشرط. ولا أن يكون خارجا على وجه التعمية. ولا يجوز فيه الخلف ، لأن كل ذلك يقتضى التبديل ، وقد أبى الله تعالى ذلك فى وعيده.

وبين أنه وإن فعل ما توعّد به ، فليس بظلام للعبيد ، لأنه لم يفعل بهم إلا ما استحقوه من العقاب على ما كان منهم من المعاصى.

وتنزيهه تعالى أن يكون ظلاّما للعبيد يدل على أنه لم يفعل الظلم ولا القبيح ، على ما قدمنا ذكره فى نظائره [١].

٧١٨ ـ وقوله تعالى : ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ ) ، يدل على بطلان مذهب المجبرة ، لأنه بين [ أنه ] لا فائدة فيما يخاصمه قرينه فى الآخرة ، فلو كان الأمر على ما يقوله القوم ، لوجب أن يكون المؤكّد لعذرهم والمزيل للعقاب عنهم ، ما وجب كونهم خصما لله تعالى! بأن يقولوا إنما كفرنا لأنك خلقت ذلك فينا وأوجبته بالقدرة التى لا تخلو عند وجودها من الكفر ، وبالإرادة وبقدرة الإرادة ، فكيف يجوز أن تعذبنا وقد منعتنا ولم تسهل لنا السبيل إلى ما فرضته علينا ، بل منعتنا من فعله بوجوه من المنع ، فكيف المخلص لنا من الكفر ، وهل ما تفعله فينا من العقاب إلا بالكفر الذى فعلته ، فى أنه لا سبيل لنا إلى التخلص منه؟! فتكون


[١] انظر الفقرة : ١٤٥.

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست