نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 602
ومن سورة فصلت
٦٥٩ ـ فصل : قد بينا أن قوله تعالى فى وصف القرآن بأنه تنزيل ، وبأنه قرآن ، وبأن آياته فصّلت ، وبأنه عربى ، وبأنه بشير ونذير ، وبأنه مسموع ، يقتضى حدثه ، فلا وجه لإعادته [١].
٦٦٠ ـ فأما قوله تعالى : ( وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ ) [٥] فقد بينا أن المراد به التمثيل والتشبيه [٢]. ولو كان المراد به التحقيق لكان عذرا لهم فى الإعراض وترك ما كلفوا ، ولما هددهم تعالى بقوله : ( فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ )[٣].
٦٦١ ـ وأما قوله تعالى : ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) [١٧] فقد بينا أنه يدل على أن الهدى بمعنى الدلالة والبيان لا بمعنى خلق الإيمان [٤] ، لأنه وصفهم بأنه هداهم وإن كانوا كفارا ، وبين أنهم استحبوا العمى على الهدى وإن كان قد هداهم. وهذا يوجب أن الهدى أمر يجوز أن يختار التمسك به وأن يستحب غيره عليه.
٦٦٢ ـ وأما قوله تعالى : ( حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ ) [٢٠] فقد بينا الكلام فى هذه الشهادة ، وهل هى فعل لله ، أو فعل لهذه الجوارح ، بما لا وجه لإعادته [٥].
[١] انظر الآيات : ١ ـ ٤ وراجع الفقرة ٤٧ مع التعليق. [٢] انظر الفقرة ٢٠٦. [٣] تتمة الآية الخامسة ، ولا يبدو أنه من تهديد الله تعالى لهم ؛ لأنه من قولهم الذى أرادوا به صدّ النبى ـ صلى الله عليه ـ وتيئيسه من إجابته لما يدعوهم إليه. انظر الآيات التالية. [٤] انظر الفقرة ٢٢ مع ما ذكرناه هناك من التعليق المتصل بهذه الآية. [٥] انظر الفقرة : ٥١١.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 602