نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 561
وقد قيل : إن المراد نفس الثواب ، [ أى ] أنا لو شئنا لأثبناهم وخلصناهم بالمغفرة مما هم فيه.
وقد قيل : إن المراد بذلك الإلجاء ، فكأنه تعالى قال : ولو شئنا لألجأنا كل نفس إلى الهدى والإيمان ، ولآمنوا عند ذلك ، لكنا أردنا ذلك على وجه الاختيار ، فمتى عصى الواحد وكفر فليس إلا النار ، للوعيد السابق.
٥٩٠ ـ وقوله : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) [١٨] يدل على أن الفاسق لا يساوى المؤمن فى الجنة والثواب ، ولو كان الأمر كما يقوله كثير من المرجئة ، لكان قد ساواه فى ذلك. وبين بما بعده ذلك مفصلا ، فقال : ( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها ) [ ١٩ ـ ٢٠ ] [١] ولو كان الفاسق يخرج من النار ، إما بانقطاع ما يستحقه من النار ، أو بالشفاعة ، لما صح ما ذكره تعالى من أنه كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ، بل كان يجب أن يقال : إنهم يريدون الخروج فلا يعادون فيها! وهذا يكذّب الظاهر!!
٥٩١ ـ وقوله تعالى : ( ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )[٢] لا يدل على أن جميع ما تقدم فى الكفار ؛ لأن بعض الكلام إذا استقل بنفسه لم يجب تخصيصه بما يتعقبه ، ولأن فى الفساق من يكذّب بدوام