نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 558
ومن سورة لقمان
٥٨٤ ـ مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى ما يدل على أن الكافر لا سبيل [ له ] إلى سمع الكلام والاستدلال ، فقال : ( وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً ... ) [٧].
والجواب عن ذلك : أن ظاهره لا يقتضى أنه لا يسمع ، ولا إثبات الوقر فى أذنيه ؛ لأنه تعالى شبهه بمن هذا حاله ، لا أنه أثبته بهذه الصفة!! بل لو استدللنا بذلك على ما تأولنا عليه سائر الآى ، من أن المراد التشبيه لا التحقيق لصلح ؛ لأنه كشف ما ذكره هاهنا على أن مراده فى كل موضع هو تشبيه حالهم ، من حيث أعرضوا عن الاستدلال بما سمعوا ، بحال من لا يسمع الموقر والصمم.
٥٨٥ ـ فأما قوله تعالى : ( هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) [١١] فلا يدل على أن غير الله لا يفعل ، لأن الكلام إنما يقتضى أمرا مخصوصا ، وأنه خلقه دون غيره. وإنما دل بذلك على أن ما يدعونه من دون الله إلها لا يخلق ، ولا يملك ضرا ولا نفعا. ولو صح أن المراد بذلك الخلق ، لكان إنما يدل على أن الأشياء المعينة لا يخلقونها ، وكذلك نقول. أو لكان [١] يدل على أنهم لا يحلقون ، وإن كانوا يقدرون ويفعلون ، فلا ظاهر للقوم يتعلقون به.
٥٨٦ ـ وقوله من بعد : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ ) [٣١] لا يدل على أن فعل الجادف للفلك من خلقه تعالى ، وإنما يدل على