responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 516

ويدل أيضا على أن المؤمن لا يفلح ولا يفوز بالظفر والثواب إلا بأن يختص بهذه الصفات. وفى ذلك دلالة على أن مرتكب الكبائر لا يستحق الجنة.

٤٩٣ ـ مسألة : قالوا ثم ذكر بعده ما يدل على أنه يخلى العبد والجهل ، وأنه يفعل الأفعال لا لصلاح الخلق ، فقال : ( فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ ) [ ٥٤ ـ ٥٦ ].

والجواب عن ذلك : أن ظاهر قوله : [ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ ] يقتضى الأمر بتخليتهم وما يختارون من الجهل والكفر ، وهذا هو الواجب على الرسول عليه‌السلام ، لأنه لا يجوز أن يمنعهم عن ذلك قسرا ، فنبه تعالى بهذا الكلام على التقريع والتوبيخ ، للعقاب المنتظر الذى دل عليه بقوله : ( حَتَّى حِينٍ ) فزجر بذلك الكافر عن كفره! وإنما سمى ذلك غمرة لاستيلائه على القلب ، ولأنه غمر سائر أفعاله وغلبه ، فصار العقاب أولى به.

وبين بقوله تعالى : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ ) أن الذى عجله لهم من اللذة لا يرفع عنهم من العقاب شيئا ، لئلا يظن ظان فيقول : لو كانوا مستوجبين للعقاب ، بما أقدموا عليه ، لم يكن تعالى ليديم عليهم النعم بالأموال والأولاد وهذا بين.

٤٩٤ ـ وأما قوله تعالى ، من بعد : ( وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) [١] وقد ثبت أن الوسع دون الطاقة ، من أقوى ما يدل على أنه تعالى لا يكلف العبد فعلا فى وقت دون وقت إلا وهو قادر عليه ، وذلك يبطل قولهم إنه تعالى كلف


[١] الآية ٦٢ ، وتتمتها ( وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ).

نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست