عنه ، فقد تشبّه
بالروافض ، خصوصاً إذا كان بألفاظ مخلّة بالتعظيم لأجل تحزين السامعين ، وفي
كراهية القهستاني : لو أراد ذكر مقتل الحسين ، ينبغي أنْ يذكر أولاً مقتل سائر
الصحابة لئلا يشابه الروافض [١].
وقال ابن حجر في فتح الباري : تنبيه :
اختلف في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحيّة الحي ، فقيل
: يشرع مطلقاً. وقيل : بل تبعاً ولا يفرد لواحد ; لكونه صار شعاراً للرافضة [٢].
وعندما كثر الاختلاف وبدأت سلبياته تظهر
في المجتمعات الإسلامية وواقع الحياة العملي ، وظهر التعصّب والفرقة والتناقض ،
تمسّك المسلمون بحديث نسبوه لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول « اختلاف أمّتي رحمة » [٣]
، ولا أدري كيف تأتي الرحمة من الاختلاف ، فلو أنّ أهل بيت معيّن ، أي أسرة معينة
مكوّنة من خمسة أشخاص ، كان الأب فيها مختلف ومتناقض مع الأمّ ، والأمّ كذلك مع
أفراد أسرتها ، وأفراد الأسرة كلّ واحد له دينه ومنهجه وسلوكه ، فهل في هذا
الاختلاف رحمة ، أعتقد أنّ تلك الأسرة ستعيش حياة المعاناة والشقاء والتفرّق
والتمزّق ، فكيف بالأسرة الإسلامية الكبيرة والمجمتع الإسلامي الكبير ، وأظنّ ما
نراه اليوم من تشرذم وتمزّق وضلال ، سببه كلّ تلك التناقضات والخلافات.
على أنّه لو صحّ الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ
الاختلاف في الحديث ليس معناه الفرقة والخلاف ; لأنّه لا يمكن للعقل أنْ يقبل هذا
المعنى ، لأنّه يستحيل أنْ يكون في تلك الصورة أيّ نوع من أنواع الرحمة بل العذاب
والشقاء.
وإنّما المقصود من المعنى الذي هو
الرحمة والهداية ، هو كثرة التردّد على