ثمّ جاء عصر الإمام عليّ عليهالسلام ، الذي كان عالماً
بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وتفاصيلها ، وكانت عنده وعند الأئمّة من أولاده الحسن والحسين في ذلك الوقت
الصحيفة التي فيها كلّ أحكام الشريعة بجزئياتها وكليّاتها.
فحاول سلام الله عليه أنْ يطبّق كتاب
الله ، وسنّة نبيّه ، إلا أنّ المسلمين في ذلك الوقت كان قد نسوا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وابتعدوا عن
الالتزام بها ، فكلّما حاول سلام الله عليه أنْ يطبّق أمراً من سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وابتعدوا عن
الالتزام بها ، واجهه أتباع مانعي تدوين السنّة بالعداء العلني ، وشغلوه سلام الله
عليه بالحروب والفتن وابتدأوا بمعركة الجمل ، ثمّ صفّين ، ثمّ معركة النهروان مع
الخوارج ، حتّى وصل الأمر بهم أنْ قتلوه في محرابه ، وقد ذكرت بعض تلك التفاصيل في
موضوع اغتيال وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقبل أنْ ندخل في مرحلة معاوية بن أبي سفيان ، وحركته ضدّ سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لابدّ وأنْ
نذكر الأهداف التي من أجلها حَرَقَ الخلفاء الثلاثة سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنعوا من
تدوينها.
أسباب حرق السنّة ، ومنع
تدوينها في عصر أبي بكر وعمر وعثمان :
السبب الأوّل : كان من أجل إخفاء أسماء
المنافقين الذين أعلن رسول