الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ابن الإمام السابع
، ولد سنة ١٤٨ للهجرة ( على أشهر التواريخ ) وتوفي سنة ٢٠٣ هـ.
نال منصب الإمامة بعد أبيه الإمام
السابع ، بأمر من الله ، ونصّ أجداده ، وقد عاصر زمني هارون الرشيد ، الخليفة
العباسي ، وبعده ابنه الأمين ، ثمّ المأمون.
بعد وفاة هارون الرشيد حدث خلاف بين
المأمون والأمين ، أدّى إلى حروب بينهما ، وكان نتيجتها مقتل الأمين ، واستيلاء
المأمون على عرش الخلافة.
وحتّى ذلك الوقت ، كانت سياسة بني
العبّاس بالنسبة إلى السادة العلويين سياسة قاسية ، تتمثل بالقتل والإبادة ، وكانت
تزداد شدّة وعنفا ، وبين فترة وأخرى كان يثور ثائر من العلويين ، ودارت رحى حروب
دامية وهذا ما كان يحدث اضطراباً ومشاكل للدولة والخلافة آنذاك.
ومع أنّ أئمّة الشيعة من أهل البيت ، لم
يكونوا على اتّصال بالثائرين ، لكنّ الشيعة مع قلّة عددهم في ذلك اليوم ، كانوا
يعتبرون الأئمّة هم الهداة إلى الدين ، وأنّهم مفترضوا الطاعة ، والخلفاء الحقيقيون
للنبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكانوا ينظرون إلى الدولة والخلافة العباسية أنّها تمتاز بما كان يمتاز به كسرى
وقيصر ، وأنّها تساس بيد فئة لا صلة لها بالإسلام ، وأنّ هذه الأجهزة التي تسوس
البلاد بعيدة كلّ البعد عمّا يتّصف به زعماؤهم الدينيون ، هذا ممّا كان يشكّل
خطراً على الخلافة ، ويهدّدها بالسقوط والزوال.
فكّر المأمون في هذه المشاكل والفتن ،
ورأى أنْ يبدي سياسة جديدة ، بعد أنْ كانت سياسة أسلافه طوال سبعين سنة سياسة
عقيمة لا جدوى فيها ، فأظهر سياسته الخادعة بأنْ يجعل الإمام الثامن وليّ عهد له ،
وبهذه الطريقة سوف يقضي على كلّ فتنة ومشكلة ، والسادة من العلويين إذا وجدوا لهم
مقاماً في الدولة ، فإنّهم