قال ابن كثير في تفسيره : قد ثبت في
الصحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في خطبته بغدير خمّ : « إنّي تارك
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » [١].
أخرج مسلم عن يزيد بن حيّان قال :
انطلقت أنا والحصين بن سبرة ، وعمر ابن مسلم ، إلى زيد بن أرقم رضياللهعنه ، فلمّا جلسنا إليه
قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ،
وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصلّيت معه ، لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يا
زيد ، ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال : يا ابن أخي لقد كبرت
سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ،
فما حدّثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثُمّ قال رضياللهعنه : قام رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً ، بين مكّة والمدينة ،
فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثُمّ قال صلّى الله عليه وسلّم : « أما بعد
ألا أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم
الثقلين ، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به
» فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثُمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي
، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي » فقال له حصين : ومن أهل
بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكنّ أهل بيته
من حرم عليه الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل عليّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر
، وآل العبّاس رضياللهعنهم
، قال : كلّ هؤلاء حرّم الله عليه الصدقةّ قال : نعم ، وأخرجه أحمد والنسائي [٢].
وروى الترمذي في سننه ، عن زيد بن أرقم
قال ، قال رسول الله صلّى الله