نام کتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 121
ولم يغضب الامام ، وإنما قابله باللطف قائلا :
« إن كنت صدقت غفر الله لك ، وان كنت كذبت غفر الله لك .. »
وبهت الكتابي ، وبهر من معالي اخلاق الامام التي تضارع اخلاق الأنبياء ، فاعلن اسلامه [٧] ورجع الى حظيرة الحق.
٢ ـ ومن تلك الصور الرائعة المدهشة من حلمه أن شاميا كان يختلف الى مجلسه ، ويستمع الى محاضراته ، وقد أعجب بها ، فأقبل يشتد نحو الامام وقال له :
« يا محمد إنما أخشى مجلسك لا حبا منى إليك ، ولا أقول : إن أحدا أبغض إلي منكم أهل البيت ، واعلم ان طاعة الله ، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ، ولكني أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فانما أختلف إليك لحسن ادبك!! »
ونظر إليه الامام بعطف وحنان ، واخذ يغدق عليه ببره ومعروفه حتى استقام الرجل وتبين له الحق ، فتبدلت حالته من البغض الى الولاء للإمام ، وظل ملازما له حتى حضرته الوفاة فأوصى ان يصلي عليه [٨].
وحاكى الامام بهذه الاخلاق الرفيعة جده الرسول (ص) الذي استطاع بسمو اخلاقه أن يؤلف ما بين القلوب ، ويوحد ما بين المشاعر والعواطف ويجمع الناس على كلمة التوحيد بعد ما كانوا فرقا واحزابا ( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
الصبر
لقد كان الصبر من الصفات الذاتية للأئمة الطاهرين من أهل البيت (ع)