لقد قرن بين
الكتاب والعترة الطاهرة وجعل التمسك بهما منجاة من الفتن والزيغ ، ولو أن الامة
تابعته في قوله ، وتمسكت بهما لما حلت بها الاهواء والخطوب وما عراها الذل والهوان
، وما اختلفت كلمتها ، ولا تشعبت الى فرق واحزاب ( كُلُّ حِزْبٍ بِما
لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
غدير خم :
ولما فرغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أداء مناسك
الحج اتجه الى يثرب فلما وصل موكبه الى غدير خم هبط عليه أمين الوحي فأمره أن يحط
رحله في رمضاء الهجير ، وينصب الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده ومرجعا لأمته ،
وكان أمر السماء يحمل طابعا مهما بالغ الخطورة ، فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية :
( يا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )[٢] واضطرب النبي من
هذا الانذار وهذا التهديد ، إنه إن لم ينفذ ما أراد الله في تقليد أمير المؤمنين
بهذا المنصب الخطير فما بلغ رسالة الله وضاعت جميع اتعابه وجهوده ، فانبرى صلىاللهعليهوآلهوسلم بعزم ثابت الى
تنفيذ ذلك وإن اغضب الطامعين بالخلافة والمنحرفين عن الامام عليهالسلام ، فوضع صلىاللهعليهوآلهوسلم اعباء المسير وحط
رحله في ذلك المكان القاحل وكان الوقت قائضا حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت
قدميه ليتقى من الحر وامر صلى الله