responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 503

بقي الامام أمير المؤمنين بعد حادثة صفين في أرباض الكوفة وهو محزون النفس مكلوم القلب يتلقى في كل فترة من زمانه الوانا مريعة من الرزايا والخطوب ، ينظر الى العدل وهو مضام ، وإلى الخير مضيع ، والى البغي قد كثر والى الجور قد طغى ، ويرى باطل معاوية قد استحكم ، وأمره قد تم ، وهو لا يتمكن على مناجزته لأن جيشه اصبح متمردا عليه بأمره فلا يطيع ، ويدعوه فلا يستجيب قد خلد الى الراحة ، وسئم التعب وكره الجهاد فى سبيل الله.

وتركت هذه الكوارث أسى مريرا فى نفسه فكان يتمنى الرحيل عن الدنيا في كل آونة من الزمن ليستريح من مشاكلها وشرورها ، وقد انطلق يدعو الله ليعجل انتقاله إليه قائلا : « اللهم عجل للمرادى شقاءه » ويقول مخاطبا لأهل الكوفة :

« أما والله لوددت أن الله أخرجني من أظهركم ، وقبضني الى رحمته منكم .. »

لقد قرر « ماكس نورداو » بقاء الأحيل دون الأصلح لأن الأصلح لا يدوم طويلا فى دنيا الاباطيل. وقد كان الامام أمير المؤمنين (ع) من المع المصلحين في الدنيا فقد اجهد نفسه على اقامة العدل وبسط المساواة في الأرض ، فكيف يبقى فى عالم المنافع والاضاليل فقد حاربه النفعيون وقاومه طلاب الجاه والسلطان ، وتنكر له ذلك المجتمع الذي لعبت به الاهواء ، وافسدته الاطماع فكيف يدوم حكمه في ذلك المجتمع الهزيل؟!!

وزاد في أسى الامام وأحزانه فقده للبقية الصالحة من صحابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الذين عرفوا اتجاهه ودرسوا في مدرسته امثال عمار ابن ياسر ، وهاشم المرقال وذى الشهادتين وامثالهم من عيون المؤمنين الذين

نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست