نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 496
ولم يكتف معاوية
بذلك فأرسل جيشا جرارا بقيادة سفيان بن عوف للاغارة على أهل العراق في عقر دارهم
فغزى جيشه هيت [١] والانبار [٢] وقد أوقع بنفوس اهليهما قتلا فظيعا ، وبأموالهم أضرارا
جسيمة ، ولما انتهت الانباء الى الامام بلغ منه الحزن أقصاه لأنه يرى الباطل قد
قويت شوكته ولا يمكنه تحطيمه والقضاء عليه ، وينظر الى اصحابه وقد امتلأت قلوبهم
خوفا وذلا وجبنا ، فصعد عليهالسلام على المنبر فخطبهم بخطاب رائع مثل ما في نفسه من هم مقيم
وأسى شديد ، وصور ما في نفوس اصحابه من خنوع وخور وتخاذل قائلا :
« ألا وإني قد
دعوتكم الى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرا واعلانا ، وقلت لكم : اغزوهم قبل
أن يغزوكم فو الله ما غزى قوم في عقر دارهم الا ذلوا [٣] فتواكلتم ،
وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم ، وملكت عليكم الاوطان. وهذا أخو غامد [٤] وقد وردت خيله
الانبار
[١] هيت بكسر الهاء
قال ابن السكيت : إنما سميت هيت بهذا الاسم لأنها فى هوة من الأرض ، وقد انقلبت
الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وهي بلدة من نواحي بغداد فوق الأنبار وهى ذات نخل
كثير وخيرات واسعة جاء ذلك فى المعجم ج ٨ ص ٤٨٦.
[٢] الأنبار : بفتح
اوله ، مدينة. على الفرات تقع فى غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ ، وكان اول من
عمرها سابور بن هرمز ذو الاكتاف ثم جددها ابو العباس السفاح اول خلفاء بني العباس
وبنى بها قصورا ، وقام بها الى ان مات ، معجم البلدان ١ / ٣٤٠