وحفل خطابه البليغ
بالدعوة الى الوحدة والتعاون ، وبذل الجهود لمحاربة القوى الباغية ، وقد استجاب
الناس لدعوته فخفوا سراعا لنصرة الحق والدفاع عن الاسلام.
الحسن مع سليمان :
وكان بعض زعماء
العراق قد اعتزل معركة الجمل ، ولم يقم بنجدة الامام ومن بينهم سليمان بن صرد
الخزاعي [٢] وقد وجه الامام امير المؤمنين إليه ـ بعد انقضاء الحرب ـ أعنف
اللوم والتقريع فقد قال له :
« أرتبت وتربصت
وراوغت ، وقد كنت من أوثق الناس في نفسي وأسرعهم ـ فيما أظن ـ الى نصرتي فما قعد
بك عن أهل بيت نبيك ، وما زهدك في نصرهم؟؟ »
[١] البيت للعباس بن
مرداس السلمى كما في الخزانة ( ٢ / ٨٢ )
[٢] سليمان بن صرد
الخزاعي الكوفي كان من ذوى الوجاهة والشرف فى قومه ، وقد روى عن النبي وعن امير
المؤمنين والحسن ، وهو احد الذين كتبوا الى سيد الشهداء الامام الحسين (ع) بالقدوم
الى الكوفة ، ولما استجاب الامام لندائهم تخلف سليمان عنه ، وبعد ما روع الاسلام
بقتل حفيد الرسول ندم سليمان وجماعة من قومه على عدم قيامهم بنصرته فهبوا للطلب
بثأره ، وساروا حتى التقوا بالاثيم الوغد عبيد الله بن زياد في موضع يقال له : «
عين الوردة » فوقعت الحرب بينهم فقتل سليمان ومن معه وذلك في ربيع الآخر سنة خمس
وستين ، وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٠٠
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 433