نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 431
تهيؤ الامام للحرب :
ولما اخفقت جميع
الوسائل التي اتخذها الامام من أجل السلم تهيأ للحرب بعد ما علم أن خصمه قد زحف
الى صفين لمناجزته ، وقد استدعى المهاجرين والانصار الذين خفوا لنجدته فقال لهم :
« إنكم ميامين
الرأي ، مراجيح الحلم ، مقاويل بالحق ، مباركو الفعل والامر ، وقد أردنا المسير
الى عدونا فاشيروا علينا برأيكم؟ »
فانطلق هاشم بن
عتبة فقال له :
« يا أمير
المؤمنين فأنا بالقوم جد خبير ، هم لك ولأشياعك أعداء وهم لمن يطلب حرث الدنيا
اولياء ، وهم مقاتلوك ومجاهدوك [١] لا يبقون جهدا ، مشاحة على الدنيا ، وضنا بما في أيديهم
منها وليس لهم إربة غيرها إلا ما يخدعون به الجهال من الطلب بدم عثمان بن عفان ،
كذبوا ليسوا بدمه يثأرون ، ولكن الدنيا يطلبون فسر بنا إليهم ، فان اجابوا الى
الحق فليس بعد الحق إلا الضلال. وإن أبوا الا الشقاق فذلك الظن بهم والله ما أراهم
يبايعون وفيهم أحد ممن يطاع إذا نهى ويسمع إذا أمر .. » [٢]
إن هاشما كان
خبيرا بنفوس القوم ، وعالما باتجاههم وميولهم فانهم يطلبون حرث الدنيا ، وهم يقاتلون
الامام من اجل مطامعهم ، وقد تذرعوا بدم عثمان واتخذوه وسيلة لعصيانهم ، ولا
يتركون نفاقهم وغيهم ما دام لهم شاخص يتمتع بالنفوذ والقوة ، فلا بد من مناجزتهم
والزحف إليهم للقضاء على غيهم وتمردهم وانبرى غير واحد من اعلام المهاجرين
والانصار