إن معاوية ومن يمت
به يعلمون اتجاه الامام وأهدافه الرامية الى تحقيق العدل في البلاد والقضاء على
الغبن الاجتماعي واقصاء الظالمين عن مراكزهم ، وانهم سيعودون في ظل حكومته نكرات
لا امتياز لهم كما كانوا فى عهد الرسول فلذا اعلنوا عليه البغي حفظا على مصالحهم
الضيقة.
٢ ـ ورأى معاوية
أن له قوة على مقاومة الامام ومناجزته وذلك لما له من النفوذ والمكانة في بلاده
فانه لم يعمل فيها عمل وال يظل واليا طول حياته ويقنع بهذا المنصب ثم لا يتطاول
إلى ما وراءه ولكنه عمل فيها عمل صاحب الدولة التي يؤسسها ويدعمها له ولا بنائه من
بعده فجمع الأقطاب ، واشترى الانصار بكل ثمن في يديه وأحاط نفسه بالقوة والثروة
واستعد للبقاء الطويل [٢] وقد حفزته هذه القوى التي يتمتع بها الى مناجزة الامام
ومقاومته.
٣ ـ ومما دفعه الى
التمرد خروج عائشة وطلحة والزبير فقد فتحوا له الطريق ، ومهدوا له السبيل فان
واقعة صفين انما هي امتداد لحرب الجمل ، ونتيجة من نتائجها فلو لا خروجهم واعلانهم
للعصيان وتطبيلهم بدم عثمان لما استطاع معاوية أن يشق الكلمة ويخرج على الامام
ويناجزه الحرب.