نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 351
أن يوفقك الله
لرشدك ، وأن يهديك لقصدك ، فعهدت إليك بوصيتى هذه .. »
سيدي أيها الخبير
بأحوال الناس العارف بصفو الأمور وكدرها المحيط بجوهر الاشياء ، حدثنا عن أحب
الامور إليك وأهمها عندك فيقول
« .. واعلم يا بنى
، أن أحب ما أنت آخذ به إلىّ من وصيتي ، تقوى الله والاقتصار على ما فرضه الله
عليك ، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك والصالحون من أهل بيتك فانهم لم
يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر. وفكروا كما أنت مفكر ، ثم ردهم آخر ذلك إلى
الأخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا فان أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما
علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم ، لا بتورط الشبهات وعلو الخصوصيات ، وأبدأ ـ قبل
نظرك في ذلك ـ بالاستعانة بالهك ، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك كل شائبة أولجتك
في شبهة [١] ، أو اسلمتك إلى ضلالة ، فاذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع ،
وتم رأيك فاجتمع ، وكان همك فى ذلك هما واحدا ، فانظر فيما فسرت لك ، وإن أنت لم
يجتمع لك ما تحب من نفسك وفراغ نظرك وفكرك ، فاعلم أنك إنما تخبط العشواء [٢] وتتورط الظلماء ،
وليس طالب الدين من خبط أو خلط! والامساك عن ذلك امثل ..
فتفهم يا بني
وصيتي ، واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة ، وأن الخالق هو المميت ، وأن المفنى
هو المعيد » وأن المبتلى هو المعافي ، وأن
[١] الشائبة : ما
يشوب الفكر من شك وحيرة ، واولجتك : ادخلتك.
[٢] العشواء :
الضعيفة البصر : اى تخبط الناقة العشواء لا تأمن ان تسقط فيما لا خلاص منه.
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 351