نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 349
إن هذه الحكم التي
تضمنها كلامه الشريف هى برامج السعادة وخلاصة الحكمة والآداب والتهذيب ، ويعرب «ع»
في كلماته الآتية عن بلوغه سن الشيخوخة وهو يخاف أن يهجم عليه الموت دون أن يدلى
بهذه الحكم إلى ولده فيقول :
« .. أى بنى ، إنى
لما رأيتنى قد بلغت سنا [١] ورأيتنى أزداد وهنا بادرت بوصيتي إليك ، وأوردت خصالا منها
قبل أن يعجل بي أجلى دون أن أفضى [٢] إليك بما في نفسى ، وأن انقص [٣] في رأيي كما نقصت
في جسمى ، أو يسبقنى إليك بعض غلبات الهوى ، أو فتن الدنيا [٤] ، فتكون كالعصب
النفور [٥] ، وإنما قلب الحدث كالارض الخالية ، ما القى فيها من شيء
قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك. لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما
قد كفاك أهل التجارب بغيته [٦] وتجربته ، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب وعوفيت من علاج
التجربة ، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما ربما اظلم علينا منه .. »
انه عليهالسلام لما طعن في السن
أراد أن يضع في نفس ولده ما استقر في نفسه الشريفة من الآداب والكمال ، ويغذيه
بأطرف الحكم ويلمسه