نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 347
على ستين عاما ،
وهو سن من يفارق الحياة ، ويقبل على الآخرة ، وقد وصف كل من يولد في الدنيا بأنه
يؤمل ما لا يدركه ، في الوقت الذي يسلك فيه سبيل الهالكين ، وانه غرض للاسقام
وحليف للهموم والاحزان وقد ذكر «ع» بعد هذا الاسباب الوثيقة التي دعته لرسم هذه
الوصية فيقول :
« .. أما بعد ،
فان فيما تبينت من إدبار الدنيا عنى ، وجموح الدهر علىّ [١] ، وإقبال الآخرة
إلىّ ، ما يرغبني عن ذكر من سواى والاهتمام بما ورائى [٢] غير أنى حيث تفرد
بي ـ دون همموم الناس ـ هم نفسى ، فصدقنى رأيى وصرفني عن هوائي ، وصرح لى محض أمرى
، فأفضى بي إلى جد لا يكون فيه لعب ، وصدق لا يشوبه كذب ، ووجدتك بعضي بل وجدتك
كلى حتى كأن شيئا لو أصابك اصابني. وكأن الموت لو أتاك أتاني فعنانى من أمرك ما
يعنيني من امر نفسى ، فكتب إليك ( كتابى ) مستظهرا به [٣] إن أنا بقيت لك
أو فنيت .. »
وبعد ما ذكر
العوامل التي دعته لأن يرسم هذه الوصية شرع في بيان المثل الكاملة التي ينبغي
لولده أن يتمسك بها ويسير عليها فقال :
« .. فانى أوصيك
بتقوى الله ولزوم أمره ، وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله ، وأى سبب أوثق من سبب
بينك وبين الله إن أنت أخذت به؟