لقد كان الامام
كجده الرسول في سعة حلمه ، وعظيم أخلاقه ، وصفحه عمن أساء إليه ، وقد روى التأريخ
بوادر كثيرة من أخلاقه دلت على أنه في طليعة الأخلاقيين والمساهمين فى بناء
الأخلاق والآداب في دنيا العرب والمسلمين.
كرمه وسخاؤه :
من كان ندى الكف
مبسوط اليدين بالعطاء متمسكا بأهداب السخاء بعيدا عن البخل وضروبه فاعظم به من خير
عميم ، كبير الثقة بالله ، عظيم النفس ، شريف الذات ، وقد تحدث رسول الله (ص) عن
شرف هذه الظاهرة فقال : « خلقان يحبهما الله وهما : حسن الخلق والسخاء » وقال : «
السخاء من الايمان ».
إن السخاء ينم عن
طيب القلب ، ويكشف عن الفضائل النفسية ، ويحكى عن رحمة الانسان ورأفته ، ومن
الطبيعي انه انما يكون كذلك فيما اذا كان بذله بداعي الخير والمعروف لا بداعي
السمعة والمديح والثناء وغير ذلك من الدواعي التي لا تمت إلى الاحسان بصلة ، وقد
حدث التأريخ عن أناس كانوا يهبون الألوف للوافدين ، ويبذلون القرى للاضياف ، ولكن
سرعان ما انكشف أنه تصنع لا اتصال له بحقيقة الكرم والمعروف ، وذلك كعطاء معاوية
بن أبي سفيان وهباته للوافدين عليه فان ذلك لم يكن