نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 241
فالتاع هاشم
واجابه
« تعيرني بعينى ،
وإنما فقئت في سبيل الله ـ وكانت عينه اصيبت يوم اليرموك ـ ».
واصبح هاشم في
داره مفطرا عملا بقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته » وفطر الناس لإفطاره ،
وبلغ ذلك سعيدا ، فأرسل إليه وضربه ، وحرق داره ، وقد أثار حفائظ النفوس بهذا
الاعتداء الصارخ على علم من أعلام الاسلام.
وأثر عنه انه قال
: إنما السواد ـ اي سواد الكوفة ـ بستان لقريش فقام إليه الاشتر فقال له : أتجعل
مراكز رماحنا ، وما أفاء الله علينا بستانا لك ولقومك؟ والله لو رامه أحد لقرع
قرعا يتصأصأ منه ، وانضم الى الاشتر قراء المصر وفقهاؤهم فأيدوا مقالته ، وغضب
صاحب شرطة سعيد فرد عليهم ردا غليظا فقاموا إليه فضربوه ضربا منكرا حتى اغمي عليه
، وقاموا من مجلسه وهم يطلقون ألسنتهم بنقده ، ويذكرون مثالب عثمان ، وسيئات قريش
، وجرائم بنى أميّة وكتب سعيد الى عثمان بخبره بأمر هؤلاء ، فأجابه عثمان ان
يسيرهم الى الشام ، وكتب في نفس الوقت الى معاوية يأمره باستصلاحهم.
والمهم ان هؤلاء
لم يرتكبوا اثما او فسادا ، ولم يقترفوا جرما حتى يستحقوا هذا التنكيل والنفى
وانما نقدوا اميرهم لأنه شذ عن الطريق ، وقال غير الحق ، والاسلام قد منح الحرية
التامة للمواطنين ، ومنها حرية النقد للحاكمين إن سلكوا غير الجادة ، وعدلوا عن
الطريق القويم ، فعلى اي وجه يصحح نفيهم عن اوطانهم وهم لم يخلعوا يدا عن طاعة ولم
يفارقوا جماعة .. وعلى أي حال فقد اخرجهم سعيد بالعنف ، وأرسلهم الى الشام
نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 241