نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 220
يتصرف فيها على
كلا الوجهين.
وعلى اي حال ، فأي
خدمة أسداها مروان للامة ، وأي مكرمة أو مأثرة صدرت منه حتى يستحق هذا العطاء
الجزيل ، ويمنح هذا الثراء العريض
هذه بعض اعطيات
الخليفة ومنحه الى اسرته ، وذوى قرباه ، وهي من دون شك لا تتفق مع كتاب الله وسنة
نبيه فانهما الزما بالمساواة بين القريب والبعيد ، وأهابا بالحاكمين ان لا يميزوا
قوما على آخرين وأن يطبقوا العدل في جميع المجالات.
الانكار على عثمان :
وكان من الطبيعي
أن تثير هذه السياسة سخط الاخيار ، والصلحاء والمتحرجين في دينهم بل وسخط العامة
الذين ينظرون الى بني أميّة نظرة ريبة وشك في اسلامهم ، ويرون في هذا العطاء
امتدادا لهم وتقوية لنفوذهم وبسطا لسلطانهم ، حتى نقم من عثمان عبد الرحمن بن عوف
الذي انتخبه وعينه حاكما على المسلمين ، فكان يقول : عاجلوه قبل ان يتمادى في ملكه
وكان يقول للإمام أمير المؤمنين : خذ سيفك وآخذ سيفي فانه قد خالف ما اعطاني ،
ولما حضرته الوفاة اوصى أن لا يصلي عليه [١]
لقد شاع التذمر
بين المسلمين من جراء هذه السياسة الملتوية ، وقد انكرت عليه الخاصة والعامة حينما
استأثر بالسفط الذي كان في بيت المال فأخذ منه ما حلى به بعض أهله وصعد على أثر
ذلك أعواد المنبر فقال :
« لنأخذن حاجتنا
من هذا الفيء وإن رغمت به أنوف أقوام .. »
وقد اثار سخط
الناس هذا الكلام فتصدى أمير المؤمنين الى رده فقال له :