نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 211
والحكام ان ينفقوها
على المرافق العامة وعلى اصلاح الحياة ، ومكافحة الفقر ، واعالة الضعيف ، والانفاق
على العاجزين كالارامل والايتام ، وليس لهم ان يدخروا منها لأنفسهم ، ولا أن
يصطفوا منها لذراريهم ، فليست طعمة لهم ، ولا ملكا يتصرفون فيها حيثما شاءوا ،
يقول الامام أمير المؤمنين لعبد الله بن زمعة لما قدم عليه في خلافته يطلب منه
مالا :
« إن هذا المال
ليس لي ولا لك ، وإنما هو فيء للمسلمين وجلب أسيافهم ، فان شركتهم في حرب كان لك
مثل حظهم ، وإلا فجناة ايديهم لا تكون لغير أفواههم .. » [١]
وكتب عليهالسلام الى قثم بن
العباس عامله على مكة :
« وانظر الى ما
اجتمع عندك من مال الله فاصرفه الى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة ، مصيبا به
مواضع الفاقة والخلات ، وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا » [٢]
ويقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ان رجالا
يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة » [٣]
هذا هو نظر
الاسلام بايجاز في الناحية المالية فهو يلزم المسئولين بصرف أموال الدولة على
انعاش المواطنين ، وانقاذهم من البؤس والحاجة ، وليس لهم بأي حال أن يتاجروا بها
في شراء الضمائر ، وصلة غير المحتاج ، ولكن عثمان لم يطبق ذلك لا بكثير ولا بقليل
، فقد تسلط على الخزينة المركزية ، ووهب الاموال الطائلة بسخاء الى الامويين والى
آل أبي معيط لتقوية نفوذهم