نام کتاب : حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 203
خلدت اسماءهم ،
وإنا لنرى عددا كبيرا من رجال التأريخ لم ينتج انخذالهم على ما اشتهروا به من
الشجاعة والحنكة والذكاء إلا عن ترددهم ، وضعف إرادتهم ، وان من المحال أن ندخل
معترك الحياة ، ونرجو الفوز فيها دون أن تكون لدينا إرادة قوية » [١]
إن قوة الارادة
لها الاثر التام في تكوين الشخص وفي خلوده فى هذه الحياة ، وان الشخص الضعيف
المغلوب على امره يستحيل أن يحقق أي هدف للامة أو يبني لها كيانا ، وقد حرص
الاسلام كل الحرص على ابعاد ضعيف الارادة عن قيادة الامة ، ومنعه من مزاولة الحكم
لأنه يعرض البلاد للاخطار ، ويجر لها الويلات والخطوب ، ويذهب بهيبة الحكم
ومعنويته ويغري ذوي القوة بالتمرد والخروج من الطاعة.
إن عثمان كان فاقد
الارادة الى حد بعيد ، فلم تكن له قدرة لمواجهة الاحداث ، ولا قابلية له للتغلب
عليها فقد او كل شئون الدولة الى مروان يتصرف بها حسب ما يشاء ، ونقل ابن ابي
الحديد عن بعض مشايخه ان الخليفة فى الحقيقة والواقع مروان ، وعثمان له اسم
الخلافة لا غير.
وعلى أي حال فلا
بد لنا أن نتبين قصة عثمان ، ونقف على حقيقتها وواقعها فان لها ارتباطا وثيقا بما
نحن فيه ، فقد زعم غير واحد من المؤرخين أن الامام الحسن عليهالسلام كان عثمانى الهوى
، وانه وقف يوم الدار مدافعا عن عثمان ، وحزن عليه بعد مقتله حزنا بالغا ، وانه
كان يندد بأبيه لأنه لم يقم بنجدته وحمايته ، وقد مال لذلك الدكتور طه حسين
وأرسلها الى القراء ارسال المسلمات من دون ان يتبين فيها ، ولا يعرف مدى واقعية
ذلك إلا بعد التعرف على سياسة عثمان وسيرته فانها هي التي