responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 65

«تعصي الإله وأنت تُظهر حبّه

هذا محال في الفعال بديعُ

لو كان حبّك صادقاً لأطعته

إنّ المحبّ لمَن أحبَ مُطيعُ»[١]

فتحصّل من الجهات الثلاث المتقدمة أنّ مَنْ اُمرنا بمودّتهم يلزمنا اتباعهم والاقتداء بهم ، فلابدّ أن يكون ذلك الإتباع آخذاً بنا إلى كلّ فضيلة وبرّ وهدى ، وهذا شأن رسالة السماء ، فهي لا تدعو إلى أمرٍ إلاّ وفيه هدى ، قال تعالى : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدىً وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ )[٢].

ومنه يلزم أن يكون مَنْ أُمِرنا بمودتهم قد حازوا كلّ فضيلةٍ ، وتسنّموا في ذرى الإيمان أعلى درجاته ، وتحلّوا بكل صفةٍ جميلةٍ ، لكي تهفو لهم النفوس وتحبّهم وتتشبّه بهم ، وتتمنى خصالهم ، وتسعى لتحصيلها ، فتكون في سعيها هذا سائرةً في الطريق الصحيح والمنهج القويم ، ولابدّ أن يكونوا أيضاً خالين من كلّ ما ينفّر النفوس منهم قلّ أو كثر عمداً أو سهواً ، حتى لا يوقع الناس في حرج المخالفة ، فانّ من يصدر منه ذلك ينفر منه الإنسان بطبيعته ، فلا يصحّ الأمر بمودته ، لأنّه تكليف بما لا يطاق ، ومنه نقول : إنّ من البعيد أن يأمرنا الباري عزّوجلّ بمودّة من ليسوا كذلك للطفه وحكمته.

ومنه يتّضح أن هؤلاء المشار لهم يمتلكون درجة عالية من العدالة والتقوى ، يصعب تشخيصها من خلال الظاهر ، لذا نحتاج إلى نصّ في تشخيصهم والإشارة لهم.

وإنك إذا رجعت إلى السنّة المطهرة لا تجد ممن تتوفر فيهم المواصفات والخصال المتقدّمة غير العترة الطاهرة : ، لتواتر ما قيل في فضائلهم ومناقبهم


[١] أمالي الصدوق : ٥٧٨ / ٧٩٠ ـ المجلس ٧٤ ـ مؤسسة البعثة ـ قم.

[٢] سورة لقمان : ٣١ / ٢ ـ ٣.

نام کتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست