الذين كانوا يقولون للعرب : وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ . [١]
واذا محمّد صلىاللهعليهوآله أكمل الأنبياء وأفضلهم وشريعته أكمل الشرائع ، فيستحيل ان يتدين الاكمل بغير الأكمل ، ويترجح الفضول على الأفضل ولاغرابة في كونه عالماً وهو صبىٌّ بجميع نواميس الشريعة الاسلامية وقوانينها ، فاذا تكلم عيسى عليهالسلامبالمهد صبيّاً وتكلّم رأس يحيى عليهالسلامفي طشت من ذهب ، وتكلم رأس الحسين عليهالسلامعلى الرمح.
ولبس محمّد الجواد عليهالسلامخلعة الامامة وهو ابن سبع سنوات ، والتحف بها الحجّة عجّل الله تعالى فرجه وهو ابن خمس سنين ، وظهرت في قضية الهميان وغيره له تلك الكرامات الباهرة ، فلم لايكون لسيّدهم وسيد الكائنات ما هو أعظم من ذلك ؟
نعم كان يعمل بشريعته قبل بعثته غايته انه لم يكن مأموراً بدعوة الخلق اليها الا بعد بلوغ الأربعين ولنا هنا تحقيقات أنيقة وأسرار من المعارف رشيقة ولكن لامجال لذكرها هنا ولله المنّة نستمد التوفيق.
[١] البقرة : ١٣٥ نفى الله تعالى الشرك في هذه الاية الشريفة وأثبته لليهود والنصارى قوله تعالى : وما كان من المشركين يعنى لم يكن ابراهيم من اليهود والنصارى فسمّاها مشركين فان لم يكن المراد من المشركين هو اليهود والنصارى فحينئذ لم يرتبط اول الاية مع آخرها كما حققنا ذلك في كتاب « فصل الخطاب في تحقيق اهل الكتاب » ـ المخطوط.