ان قلت : ان ذلك يمنعنا عن اطلاق العالم عليه أيضا لتغاير الحقيقة ، قلت : ان اطلاق العالم عليه وعلينا بالمفهوم المشترك لانه علم بذاته ونحن يعرضنا والمصحح للاطلاق احد الامرين ، واما اطلاق الملتذ عليه تعالى باى اعتبار يساعدنا البرهان باعتبار انه تعالى لذة بذاته او باعتبار عروض اللذة عليه من غيره؟!.
ان قلت : ان اسناد السرور المرادف للّذة كثير فى الاخبار ، وقد ورد اسناد البهجة الى نوره تعالى فى المناجاة الشعبانية بقوله 7 : إلهى والحقنى بنور عزك الابهج فاكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ، قلت : احتمال المجاز قوى كنظائره من الغضب والرضا والتردد والاستهزاء والاستواء وغيرها ، بل متعين لانه نسب إليه عند حدوث الاحداث كتوبة العبد مثلا والحقيقة تستلزم عروض الحادث عليه ، واسناد البهجة الى نوره لا يستلزم الاسناد الى ذاته اذ لعل المراد به غير ذاته كما هو الظاهر ، فلا يقوم دليلا على ذلك.
قوله : كانه قد ارتضى ـ انما قال : كانه لان المصنف نفى صريحا الا لم واللذة المزاجية ، لا انه اثبت اللذة العقلية الا بالمفهوم ، وهذا المفهوم غير ثابت.
قول الشارح : يستدعى الاذن الشرعى ـ الدليل على توقيف تسميته وتوصيفه تعالى على بيان الشارع غير الاجماع قول الرضا 7 فى الحديث التاسع فى الباب الثانى من توحيد الصدوق : انه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر فى الالتباس ، وقوله 7 فى الحديث السابع عشر فى الباب الثانى منه ، ان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه ، وقول الكاظم 7 فى الحديث الواحد والثلاثين منه لمحمد بن ابى عمير : يا أبا احمد لا تتجاوز فى التوحيد ما ذكره الله تعالى ذكره فى كتابه فتهلك وقول الرضا 7 لسليمان المروزى فى الحديث الطويل المذكور فى التوحيد فليس لك ان تسميه بما لم يسم به نفسه ، وقول الصادق 7 فى الحديث الخامس عشر فى الباب الآخر من التوحيد لقوم من الذين يتكلمون فى الربوبية : اتقوا الله وعظموا الله ولا تقولوا ما لا نقول ، وقول موسى بن جعفر 8 فى حديث رواه الكلينى فى باب النهى عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى : ان الله اعلى واجل واعظم من ان يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه وكفوا عما سوى ذلك ، وقوله تعالى :