responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 295

سورة الشعراء

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) كيف يصح هذا الجمع في الأعناق وإنما الصحيح أن يقال خاضعة؟

وجوابنا أن قوله أعناقهم يشتمل على ذكرهم وذكر أعناقهم فقوله ( خاضِعِينَ ) يرجع اليهم وقد كان صلّى الله عليه وسلم يغتم بأن لا يؤمنوا فبيّن تعالى أن ذلك موقوف على اختيارهم وأنه تعالى لو شاء لأنزل آية كانوا يخضعون لها فيؤمنون لا محالة قهرا لكن لا ينفع إذ المراد أن يؤمنوا على وجه يستحقون الثواب معه. وقد قيل إن المراد بالأعناق جملتهم كما يقال جاءنا عنق من الناس والأول أبين وبين بعده أنه وإن لم ينزل هذه الآية القاهرة فقد أنزل القرآن فقال تعالى ( وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ ) فبيّن أنه معقول كما نقوله وأنهم مع قيام الحجة به يعرضون عنه فلا عليك يا محمد أن تغتم بكفرهم ( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ ) وبيّن بقوله ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) أي عزيز ان ذلك من الادلة العظام التي لو نظروا فيها لعلموا أنّ ما هم عليه باطل.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ) وقد ناداه ربه ( أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) كيف يصح من ذلك أن يعتل بهذه العلة؟ وجوابنا أنه لم يرد الخوف على نفسه فإن الانبياء لا يجوز أن يبعثهم الله تعالى إلاّ وقد وطّنوا أنفسهم على احتمال المكاره وإنما أراد أنه

نام کتاب : تنزيه القران عن المطاعن نویسنده : عبد الجبّار، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست