responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 200

الجسم ونحو ذلك ، وقلّ من يخلو منهما. والجميع يموتون على ما كانوا عليه من الحالتين ، فلو لم تكن بعد هذه الحياة دار يجزون فيها بأعمالهم ويقتصّ فيها من الجاني ، ويجبر كسر المظلوم كان ذلك منافيا لعدل الخالق الذي وصف نفسه بالعدل ونفي الظلم.

وتوهّم عدم الحاجة إلى المعاد فيما إذا كان المؤمن المطيع في السعة ، والكافر أو العاصي في الضيق في هذه الدنيا ، مدفوع بأنّ المشهود أنّ الجزاء كثيرا ما لا يعطى ، وإن أعطي فإنّه لا يستوفى.

وأيضا كان منافيا لحكمة الخالق الذي وصف نفسه بالحكمة ، ووصف عمله بالتنزّه عن العبث. وقد نبّه على هذين الحكمين في القرآن العظيم بقوله تعالي :

( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) [١].

( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) [٢].

( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) [٣].

( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ. وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) [٤].

( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [٥].

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ) [٦].

( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى ) [٧].


[١] السجدة ١٨.

[٢] القلم ٣٥.

[٣] ص ٢٨.

[٤] الجاثية ٢١ ، ٢٢.

[٥] الزلزلة ٦ ـ ٨.

[٦] المؤمنون ١١٥.

[٧] طه ١٥.

نام کتاب : تنبيهات حول المبدأ والمعاد نویسنده : حسنعلي مرواريد، الميرزا    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست