من أسباب الوضوء النوم الغالب على حاسّتي السمع والبصر ، وهو الذي يسمّى نوما في العرف ، إذ ما دونه يسمّى نعاسا ونحوه.
ولذا أطلق تارة في الصحاح [١] الحكم بنقضه من غير تقييد ، وقيّد اخرى بغلبته على العقل والسمع ، أو على الأخير وعلى البصر ، أو عليهما وعلى القلب. والمقصود من الجميع واحد.
ونقضه الوضوء مطلقا هو المعروف من المذهب. والظاهر انعقاد الإجماع عليه. والخلاف فيه إن ثبت منقوض [٢] والأصل فيه بعد الإجماع ـ محصّلا أو منقولا في لسان جماعة من الأجلّة كما في الانتصار والناصريات والتهذيب والخلاف وغيرها ـ النصوص المستفيضة المتكثّرة المشتملة على الصحاح وغيرها.
وفي آية الوضوء دلالة ظاهرة عليه بمعونة تفسيرها في الموثق بالقيام من النوم. وفيه : قلت : ينقض النوم الوضوء؟ قال : « نعم إذا كان يغلب على السمع » [٣].
وفي مرسلة بكير أيضا تفسيرها بذلك ، بل حكى الشيخ والعلّامة إجماع المفسرين عليه.
وفي الصحيح : « من وجد طعم النوم فإنّما وجب عليه الوضوء » [٤].
[١] الصحاح ٥ / ٢٠٤٧ ( نوم ) ، وانظر : لسان العرب ١٢ / ٥٩٨ ( نوم ).[٢] في ( ألف ) : « منقرض ». [٣] الإستبصار ١ / ٨٠ ، ابواب ما ينقض الوضوء باب النوم ، ح ٩. [٤] الإستبصار ١ / ٨١ ، ابواب ما ينقض الوضوء باب النوم ، ح ١٠ وفيه : فإنما أوجب عليه.