responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعرفة والمعرّف نویسنده : حسام الدين أبو المجد    جلد : 1  صفحه : 54

لولاه لأصبحت عديمة الفائدة بلا جدوى.

وممّا سبق بيانه علم أنّ هذا الأمر لم يكن إلاّ أمر الإمامة وتعيين الأئمّة من بعده ، فلولاهم لما قام للدين عمود ، والنعمة من معانيها الواضحة في القرآن الكريم هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولذا قال تعالى ( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) والشاهد على النعمة بالمعنى الذي ذكر قوله تعالى : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَة مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) [١].

إذ لم تذهب العداوة بين الأوس والخزرج ، ـ التي طالت مائة سنة ، حيث لا يضعون سلاحاً لا باليل ولا بالنهار ، حتّى شبّ على ذلك جيل بأكمله فلم تذهب تلك العداوة ولم تخمد نارها إلاّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو النعمة المرادة في الآية ، ولكنّها كانت نعمة لم تتمّ بعد ، ليس المراد ، ذاته الشريفة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بل المراد تماميّتها بالنسبة إلى الأمّة بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبالأئمّة تمّت النعمة ، وكمل دين الله سبحانه وتعالى.

فقال صاحبي : إنّ آية الإكمال سابقة لآية التلبيغ ، وبين الأولى والثانية أربع وستّون آية ، فكيف تكون اللاحقة قد نزلت قبل السابقة؟

قلت : الجواب واضح ، فالقرآن الكريم الذي بين أيدينا لم يجمع مرّتباً بحسب تسلسل نزول الآيات ، فيمكن أن يقدّم اللاحق على السابق ، أو تأخّر السابق على اللاحق ، والذي يتدبّر القرآن ; ليخرج


[١] سورة آل عمران : ١٠٣.

نام کتاب : المعرفة والمعرّف نویسنده : حسام الدين أبو المجد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست