وقد قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى )[١] ولكن عائشة لم تقرّ ، بل خرجت ، وأيّ خروج خرجت تقابل أمير المؤمنين علياً عليهالسلام وما أدراك ما علي؟ وذلك لمّا علمت بانعقاد الخلافة له ، وكانت حجّتها الإصلاح بين الناس ، والطلب بدم عثمان ، وهي القائلة : « اقتلوا نعثلا فقد كفر » [٢] والغريب أنّ عائشة أرسلت إلى أمّهات المؤمنين تسألهن الخروج معها إلى البصرة ، فما أجابها إلى ذلك منهن إلاّ حفصة ، لكن أخاها عبد الله أتاها فعزم عليها بترك الخروج فحطّت رحلها بعد أن همّت [٣].
أفمن تفعل ذلك تكون مطهّرة مطلقاً؟! إذن كيف تشمل آية التطهير نساء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )؟! والخطاب في السياق لهن جميعاً والتخصيص بلا دليل ، بل الدليل على خلافه.
ثانياً : أنّ الضمير المذكور في الآية عنكم ( يطهّركم ) إنّما هو ضمير الذكور ، والسياق إنّما كان يقتضي ضمير النسوة كما هو الملاحظ ، فدلّ اختلاف الضمير على اختلاف المخاطب جزماً.
ثالثاً : لازم ما قلت ـ لو كان صحيحاً ـ تناقض القرآن الكريم ، فبينما يخبرنا الله تعالى بتطهيره لهن مطلقاً ، يخبرنا في سورة أخرى
[١] سورة الأحزاب : ٣٣. [٢] تاريخ الطبري ٣ : ٤٧٦ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٢٠٦. [٣] انظر : البداية والنهاية ٧ : ٢٥٨ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٢٠٨ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٦ : ٢٢٥.