responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 84

المقدمة الأولى : إنّ الله عادل.

المقدمة الثانية : العادل لا يظلم ولا يجور على أحد من العالمين.

النتيجة : أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم ولا يجور على أحد من العالمين.

أقول : لو لم يکن هناک يوم يجازى فيه الناس لکان ذلک ظلماً وجوراً منه. والتالي باطل ، فالمقدم مثله.

وجه البطلان : إذ المفروض أن الله سبحانه وتعالى منزَّه عن الظلم والجور کما هو ثابت في البرهان السابق الاقتراني.

وجه الملازمة : معنى العدالة والعدل أن يصل کل ذي حق حقه ، والحال أن الدنيا لم تکن صالحة لتحقق هذا الأمر ، فلابد أن يکون هناک يوم يتحقق فيه هذا الأمر ، لأن المساواة بينهم في عالم الآخرة يعد ظلماً منه تعالى مع ما کانوا عليه من تفاوت في العمل خيره وشره ، فلذا إن لم يجعل الله تعالى للفصل بينهم يوماً يقتص فيه من الظالم وللمظلوم ، فذلک عين الظلم ، وهو منزَّه عنه ، وعليه فبطلان اللازم يقتضي بطلان الملزوم.

النتيجة : إذن لابد للإنسان من يوم يحاسب فيه ، فيجازي فيه بما کسب فإن کان مطيعاً مؤمناً يثاب على طاعته وإيمانه ، وإن کان کافراً عاصياً ، فيعاقب على عصيانه وظلمه وکفره ، وذلک اليوم هو المعاد ويوم القيامة ، وقد قال الحق عنه : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ). [١]

تبصرة : إنّ هذا الدليل قاصر عن إثبات المعاد لغير المکلفين ، إذ لا معنى لأن يحاسب غير المکلف على الطاعة والعصيان ، کما فهمنا من غرضه ، وهو إيصال کل ذي حق حقه ، کما جاء في قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ


[١] إبراهيم ، ٤٢

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست