responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 52

المقربين ، وتکون اللذائذ والابتهاجات لها أکمل ، وعلى خلافه النقوس الخبيثة.

ب) فلاسفة الإسلام : من الجدير بالذکر أن فلاسفة الإسلام بمختلف مذاهبهم ومدارسهم يذهبون جميعاً إلى القول بتجرد النفس وبقائها بعد حصول الموت ، مع تفاوت في بيان ما لهذه النفس من علاقة مع البدن ، فقد ذهب الشيخ الرئيس إلى القول : ( بأن النفس لا تفسد بفساد البدن أصلاً ؛ أما أنها لا تموت بموت البدن ؛ فلأن کل شيء يفسد بفساد شيء آخر ، فهو متعلق به نوعاً من التعلق ... ) ، [١] باعتبار أن علاقتها مع البدن ، علاقة تأثير وتأثر ، کعلاقة الرباني بالسفينة ، فبخراب السفينة وفسادها يبقى الرباني ، لأن النفس بنظره کمال أولي لجسم إلى ، وأنها حادثة بحدوثه ، ليس بينها وبينه علاقة تعلق أبداً ومطلقاً ، وإنما يصح لها الانفراد بقوام ذاتها ، فقد قال في کتاب الإشارات : ( إنّ النفس موضوع الصور المعقولة ، فإذاً لا تکون قائمة ومنطبعة في الجسم ، بل الجسم آلة لها ، فإذا لم يکن الجسم آلة لها بعد الموت ، فذلک لا يضر بحالها ، بل تکون باقية ، بالاستفادة من الجواهر الباقية ). [٢]

وأمّا شيخ الإشراق فأنه يقول : ( الأنوار الاسبهدية ، يعني النفوس المجردة ، عندما تحصل لها ملکة الاتصال بعالم النور المحض ، وعند فساد الجسد فإنها تنجذب إلى ينبوع الحياة ، وتخلص من هذا العالم ، وتصير إلى عالم النور المحض عالم القدس ) بينما يقول في النفوس المتوسطة : ( وأهل السعادة من المتوسطين وأهل الزهد ، يحصل لهم التخلص وينتقلون إلى عالم المثل المعلقة ). [٣]

وأمّا مؤسس مدرسة الحکمة المتعالية الحکيم صدرالمتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي ، فإنه يختلف عن الشيخ الرئيس بقوله بتجرد النفس بجميع قواها الخيالية


[١] الشيخ الرئيس ابن سينا ، النجاة ، ص ١٨٩.

[٢] لاحظ : الشيخ الرئيس ابن سينا ، الإشارات والتنبيهات ، النمط السابع ، ج ٣ ، ص ٢٦٤.

[٣] شهاب الدين السهروردي ، حکمة الإشراق ، المقالة الخامسة في المعاد والنبوات ، ص ٣٦٦ ـ ٣٧٤.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست