نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 40
ومما ينبغي الإشارة إليه أن تکامل الفلسفة الدينية کان في القرون الوسطى مع آثار موسى بن ميمون ( ١١٣٥ م ـ ١٢٠٤ م ) ، ويعتبر هذا الرجل حکيم مدينة القاهرة والمرجع الفقهي لليهود ، وقد حظى باحترام جميع اليهود المنتشرين في الأرض ، وذلک لتبحره العميق في المعارف الدينية اليهودية ، وقد نقل لنا الدکتور ظاظا عن موسى بن ميمون إنه يقول : ( أنا أومن أيماناً کاملاً بقيامة الموتي ، في الوقت الذي تنبعث فيه بذلک إرادة الخالق تبارک وتعالى ذکره الآن ، وإلى أبد الآبدين ) ، [١] ويعده الدکتور شختر أنسب فرد دوّن عقائد اليهود ، [٢] وکيف کان فإن کلام موسى بن ميمون حول القيامة لم يکن واضحاً بالشکل المطلوب ، إلا أنّه يعتقد بالقيامة والآخرة ويعتبرها من أصول الدين ، ويعد المنکر لها خارجاً عن دين اليهود ، وعندما طلب منه معاصره « حسداي هلوي » أن يوضح له هذه العقيدة ، فأنه أجابه : بأنه لا طريق لمعرفتها بالعقل ، بل طريقها الوحيد هو الإيمان بها ، وقد کتب فيها رسالة خاصة يوضح فيها هذه العقيدة ، طالما کان يکرر قوله بأنه لا تضاد بين عدم بقاء النفس مع مسألة الإيمان بالآخرة لا يمکن إثباتها بالدليل العقلي في الوقت الذي اعتبرها من الأصول الأساسية للديانة اليهودية. [٣]
لو سلمنا بدلالة ظاهر ما وجدناه من نصوص توراتية على الحساب والأجزاء ، فإنه لا يتناسب والبعثة النبوية لموسى 7 ، سواء کان على ما نزل في الألواح أو غيرها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لا يتوافق مع ما نعتقده نحن المسلمون من غرض الدعوة والبعثة النبوية ، باعتبار أن موضوع الآخرة من أهم المواضع الأصولية لکل ديانة إلهية ؛ لما لها من دور مهم بالنسبة إلى باقي الأصول الأخرى وکذلک دورها الکبير في بناء شخصية إنسانية متکاملة ، ودورها البارز في تحقيق
[١] نقلاً عن : د. حسن ظاظا ، الفکر اليهودي الإسرائيلي أطواره ومذاهبه ، ص ١٥٦ ، ١٥٧. [٢] لاحظ : حسين توفيقي ، انتظار مسيحا در آينه يهود ، ص ٩٤. [٣]المصدر السابق ، ص ٩٤.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 40