ولکنّ الذي حصل بعد رحيل أصحابها مما يؤسف له ، فلم تبق هذه الکتب على ما جاء فيها ، بل حرفت بواسطة بعض الأيادي ، فَفُقِدَ وغُيِرَ وبُدِلَ الکثير منها ، فلم تعد بعد ذلک مورداً للاطمئنان والاعتماد عليها ، وقد کتبت هذه الأسفار على مدى يربو على تسعة قرون ، وبلغات مختلفة اعتماداً علي التراث المنقول شفهياً ، کما بين ذلک المفکر الفرنسي الدکتور موريس بوکاي في دراسته للکتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، فيقول : ( إنها صححت وأکملت أکثرية هذه الأسفار بسبب أحداث حدثت ، أو بسبب ضرورات خاصة ، وفي عصور متباعدة أحياناً ... ). [٣]
وکما لا يخفى أن تاريخ الأديان أشار إلى وجود نسختين من کتاب التوراة ، إحداهما مکتوبة باللغة العبرية ، والأخرى مکتوبة باللغة السومرية ، ويوجد بينهما اختلاف جوهري بالنسبة لمسألة المعاد والبعث والجزاء ، وقد قال عنهما الدکتور السقا : ( قد وجدنا التوراة التي بأيدي السومريين تختلف في بعض الآيات عن التوراة التي بأيدي العبرانيين ، ومن الآيات فيها النص على يوم القياة ، فهو في التوراة السامرية صريح للغاية ، وهو في التوراة العبرية يحتمل معنيين ، إما الجزاء في الدنيا ، وإما الجزاء في الآخرة ). [٤]
[١] آل عمران ، ٣ ، ٤. [٢] المائدة ، ٤٤. [٣] نقلاً عن : السيد هاشم الهاشمي ، مقالة في بحث الأديان والمذاهب ، ص ٢٠. [٤] الشيخ صديق حسن خان ، المنار ، تحقيق د. أحمد حجازي السقا ، ص ٦ ، ٧.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 38