responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 30

وفکرة الخلود والحياة بعد الموت تحتل مکان الصدارة فيه ، وهذا يکشف لنا عن أهمية هذه الفکرة عندهم.

يقول المؤرخ اليوناني هيرودوث : ( إن المصريين هم أول الشعوب الذين اعتقدوا بخلود النفس ). [١]

ولا يخفى عليک ما فيه من مخالفظ صريحة لظاهر النصوص الإسلامية القرآنية ، باعتبار أن المصريين ليسوا هم أول الأمم التي وجدت على وجهه الأرض ، وما من أمة إلاّ وکان لها نذير ، کما حکى لنا القرآن الکريم في قوله تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ) [٢] هذا من جهة الخبر السماوي ، وأما من جهة الخبر السماوي ، وأما من جهة الخبر الأرضي ، فإنه لم يثبت لنا التاريخ البشري أنهم کانوا أول الشعوب التي وصلنا خبرها ، فيمکن توجيه کلامه عندئذ ، وتأييده في حقيقة هذا الاعتقاد ، بما ورد من النصوص المنقوشة علي الأهرامات التي يرجع تاريخها إلى الأسر الأولى مکتوب عليها : « أن النفس خالدة لا تموت أبداً » ، [٣] وما جاء في کتاب الموتي : « أن الميت يقول أنا لا أموت مرة ثانية في العالم الثاني ... ». [٤]

ويأتي کلام المؤرخ ويل ديورانت مؤکداً لوجود هذه العقيدة عند المصريين القدماء ، حينما تعرض في الحديث عن الديانة المصرية القديمة ، فقال :

«وکان أهم ما يميز هذا الدين توکيده فکرة الخلود». [٥]

ويرى بعضهم أن أروع ما في العقيدة المصرية القديمة هو اعتقادهم بالحياة الأخرى ، وقصر فترة الدنيا بنظرهم ، وبقاء الحياة بعد هذه الدنيا الفانية ، فقال : ( فقد


[١] الأستاذ أنطوان ذکرى ، الأدب والدين عند قدماء المصريين ، ص ١٠١.

[٢] فاطر ، ٢٤

[٣] الأستاذ أنطوان ذکري ، الأدب والدين عند قدماء المصريين ، ص ١٠١.

[٤] المصدر السابق. [٥] محمد بدران ، ترجمة قصة الحضارة ، مج ١ ، ج ٢ ، ص ١٦٢.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست